سألت الصبية عنه والاطفال فقالوا: "هو زبد جميل لا خطر فيه ولا ضرر , يخرج من ثغر بسام ويهمس لنا بالكلام.. يفهمنا ونفهمه. ونلعب معه بمجارفنا الصغيرة, ونعبث فى مائه الضحل بأقدامنا القصيرة, ونسبح فيه فلا نرى غورا.. ونجمع اصدافه الفارغة لنزين بها قصور الرمال, فتصمد مزهوة للمسات موجاته, وينحصر عنها دون أن يظفر منها بثغرة فى الاسوار, أو صدعة فى الابراج". وسألت عنه النوتية والربابنة من الابطال فقالوا: "هو جبار نرهبه ونخشاه, لا أمان معه ولا ضمان.. كم أرنا الاهوال من زبد غضبه... وكم تحطمت سفن كالمدائن بلطمة من موجه, نحسب له الحساب قبل ان نلقاه, ومنستوثق من متانة الحبال والشراع والبخار, فإن مزاحه معنا قد يكون فيه الفناء, وهمساته فى آذاننا رياح هوج قد تنثرنا على صدره هباء". وسألت عنه الصيادينفقالوا: "هو مصدر الرزق ومنبع الغذاء, يحمل قواربنا كما تحمل الام ارجوحة ابنها, ويتلقى شباكنا على صدره كما تتلقى الوالدة أذرع وليدها, ويخرج لنا من جوفه طعاما شهيا, ولحما طريا". وسألت عنه الباحثين فقالوا: "هو السر المكتوم فى صدر الزمن, بل هو الزمن الذى يضم فى صدره الحضارات والاجن
Comments